دراسة علمية جديدة عن طريقة عمل الدماغ في فك شفرات العبارات اللغوية والجمل
ترجمة: زكريا الدهوه*
أثبتت دراسة عملية من (علماء الأعصاب) طريقة عمل الدماغ والتعقيدات العصبية في معالجة اللغة. وقامت هذه الدراسة بدراسة طريقة تنبؤ الدماغ والخلايا العصبية فيه وطريقة عملها المعقدة.
وتبين من خلال الدراسة أن القطاع الأصفر المبين في الصورة السابقة ـ الجانب الأيسر من الدماغ ـ هو المنطقة الأكثر دقة في عمليات التنبؤ في فك شفرات العبارات والجمل، وذلك من خلال 14 شخصاً. وأثبتت هذه الدراسة أن هذه المنطقة ذات دلالة إحصائية في 11 شخصاً من أصل 14 شخصاً تم مسح عقولهم ضوئيا ومخبرياً. وهناك مناطق أخرى موزعة في الدماغ تساعد أيضاً على هذه العمليات إلا أن المنطقة السابقة هي أكثر دقة وهي عند غالبية النماذج المدروسة.
هذه الدراسة قامت باستخدام نموذج محوسب على الكمبيوتر لاستخراج المعلومات والبيانات من الدماغ . وهذه التكنولوجيا تشبه إلى حد كبير التكنولوجيا المستخدمة في الكاميرات وكاميرات الهواتف في التعرف على الوجوه برسم مربع حول الوجه من خلال جمع بيانات ملايين من البكسلات واستخراج المعلومات للتعرف على مجموع هذه البكسلات أنها صورة لوجه إنسان.
وهذه الدراسة استمدت أولياتها من برنامج التعرف على الصوت مثل (سيري) الذي في أجهزة آبل المحمولة للتعرف على الصوت ونقل الأصوات إلى كتابة والتعرف عليها. ويتم التعرف على الصوت إضافة إلى فك الإشارات في الدماغ في شكل صور ثلاثية الأبعاد تصور الدماغ عبر تقنية المسح بالرنين المغناطيسي الوظيفي (voxels). مما يبين النشاط العصبي الدماغي أثناء قراءة الكلمات والجمل والعبارات من قبل الأشخاص (النماذج المدروسة) في حين يتم مسح أدمغتهم ضوئياً.
ولفك شفرة المعلومات حول مجموعة من الكلمات والعبارات احتاج البحث إلى فريق متعدد التخصصات، وتم تشكيل فريق لهذا العمل بقيادة (Andrew J. Anderson) في تخصصات (النمذجة الحسابية لمعاني الكلمات، تعلم الآلة ، تصوير الدماغ) ، وعضوية (Jeffrey R. Binder) من كلية الطب وهو طبيب أعصاب وذو شهرة عالمية؛ مبيناً كيفية تمثيل الدماغ للمعنى. واحتوى أيضا هذا الفريق على عدد كبير؛ تسعة آخرين، ستة منهم من جنسيات مختلفة .
ومول هذا المشروع من وكالتين (الذكاء : مشاريع البحوث المتقدمة ، والمؤسسة الوطنية للعلوم).
وقد عمل هذا المشروع أيضاً على دراسات تطبيقية عملية، ومن أهم ما أعتنى بها الدراسات التطبيقية على أدمغة البشر، فهناك العديد من الأشخاص يعانون من إصابات في الدماغ فهم غير قادرين على التعبير عن أنفسهم باللغة لفظياً، أقيمت دراسات عليهم، كالمرضى الذين يعانون تلفاً في منطقة بالمخ تسمى (بروك Broca's area).
كما استخدمت هذه الدراسة نماذج حاسوبية لبيان المعنى (الدلالة)؛ فنماذج الحاسوب الحالية تعمل على نحو أفضل بكثير مما كانت عليه قبل بضع سنوات، والدليل على ذلك الأنظمة الحديثة التي نجحت مثل سيري siri (تقنية التعرف الصوتي المستخدمة في أجهزة آبل) وكذلك مترجم جوجل. ومع نجاح هذه النماذج إلا أن فيها عيوبا كثيرة فمازالت قاصرة في فهم اللغة من مجالات متعددة وفهم لغات متعددة في الوقت نفسه [ذات اختلافات صوتية وتنغيمية ودلالية]. ونتيجة لهذا القصور يخرج بعض الانتاج مشوها، نوعا ما، فهذه التقنية لاتصل إلى الفهم الكامل لمعنى العقل البشري والسعي لفهم كيف يحقق الدماغ تلك العمليات المقعدة.
ولعل القادم يفسر كيف يقوم الدماغ بهذه العمليات الصعبة والمعقدة، فهناك العديد من الإشكاليات التي لا تزال دون معالجة، (التي تعالج المشاكل الصعبة)، ويحتاج العلم إلى العمل في أفق زمني واسع والتعاون في العمل، إضافة إلى الدراسات العلمية الفردية التي تساعد بالاشتراك مع بقية الدراسات لفهم أفضل لعالمنا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ مصدر المقال بالإنجليزية: Scientific American ـ By Rajeev Raizada on September 20, 2016
ـ شكر خاص للدكتور : محمد الخليدي Mohammed Khulaidi (جامعة إب) : لإشارته للمقال.
* زكريا الدهوه عضو هيئة تدريس مساعد (مركز اللغات والترجمة ـ جامعة إب ـ الجمهورية اليمنية)
حقوق ترجمة المقال محفوظة لـ: مكتبة وملتقى علم الأصوات https://phonetics-acoustics.blogspot.com