كتاب : في علم الأصوات المقارن ، التغير التاريخي للأصوات في اللغة العربية
واللغات السامية
المؤلف: د. آمنة الزعبي
الأردن
دار الكتاب الثقافي
2008م
حجم الملف : 9.8
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نبذة عن الكتاب
يبحث هذا الكتاب في قضية مهمة من قضايا الدرس اللغوي المقارن، وهي قضية التبدلات الصوتية في العربية واللغات السامية، والحاجة ماسة إلى موضوعات علم اللغة المقارن، كما أن قضايا التحول الصوتي في اللغة العربية بحاجة إلى أن تدرس ضمن منظومة اللغات التي تسمى اللغات السامية، لأن دراسة هذا التحول في لغة واحدة، لا يفضي إلى نتائج دقيقة، كما هو الحال عند مقارنتها باللغات التي تنتمي إلى الفصيلة نفسها، لأنه عند ذلك سيصار إلى اكتشاف القوانين العامة التي تحكم خط اللغة في سيرها التطوري. كما أن دراسة تحول الأصوات يعد خطوة مهمة من الخطوات اللازمة لدراسة بنية الكلمة، إذ إن دراسة الصرف، لم تعد بالصورة التقليدية التي كانت عليها سابقاًن بل أصبحت تعتمد على دراسة البنية الصوتية للكلمة، ولذا، فإن دراسة التحول الصوتي في اللغات، تمهد لدراسة بنية الكلمة وأثر قوانين التطور الصوتي في تشكيل هذه البنية، وثراء المعجم اللغوي بعامة. ومن هنا، فقد جاء اختيار هذا الموضوع الذي وسمته بـ"التغير التاريخي للأصوات في العربية واللغات السامية، دراسة مقارنة".
وبالعودة لمتن هذه الدراسة نجدها قد وزعت على تمهيد وسبعة فصول وخاتمة. وكان التمهيد حديثاً عن معنى التغير التاريخي للأصوات بقسميه: التغير المطلق والتغير المقيد، زيادة على أنه تضمن لمحة عن التطور الصوتي في اللغات السامية والتحولات الصوتية في العربية.
وأما الفصل الأول، فقد تحدث عن الأصوات الحنجرية والحلقية معاً، وسبب دمج هذين الصنفين من الأصوات في هذا الفصل، هو التداخل في التحول بينهما، إذ إن التحول كان في الغالب باتجاه الحلق، ويندر أن يحدث العكس، وهو أمر يقتضيه قانون السهولة، وميل اللغة إلى التقليل من الجهد، ولذا، فقد تحدث الفصل عن الهمزة والهاء، والهمزة والعين، والهمزة والحاء، والهاء والحاء، والهاء والعين، والعين والحاء، والهاء والخاء، الخاء والحاء، والغين والعين، والخاء والغين، كما تحدث هذا الفصل عن تحول الأصوات الحلقية إلى أصوات لا تتصف بالحلقية أو الحنجرية ولكنها أصوات قريبة المخرج منها، كالقاف، والكاف، وما له علاقة بالحلقية من الأصوات السابقة.
وأما الفصل الثاني، فقد جعل للأصوات الحنكية، وقسمته إلى ثلاثة أقسام، تحدث القسم الأول منها عن الجيم المفردة وأثر قانون الأصوات الحنكية فيها، وهو الأثر الذي أدى إلى نقلها من الصورة المفردة إلى الصورة المركبة، كما تحدث عن انحلال هذا الصوت الحادث إلى مكونيه (الدال والشين المجهورة) وأثر هذا الإنحلال في تعدد البنى اللغوية في المعجم.
وأما القسم الثاني من هذا الفصل، فقد كان للحديث عن التعاقب بين الكاف والقاف، وكان القسم الثالث مخصصاً لظواهر تخص صوت الكاف وحده، وهي الظواهر المعروفة في الدراسات اللهجية وبالكشكشة والكسكسة والشنشنة.
وكان الفصل الثالث مخصصاً للحديث عن الأصوات اللثوية واللثوية والأسنانية، وتضمن الجزئيات الآتية: الدال والتاء، والطاء والدال، والطاء والتاء، والتاء والسين، والطاء والصاد، والطاء والجيم، والصاد والشين، والصاد والسين، والسين والزاي، والصاد والزاي، ولا يند عن هذا المخرج إلا الحديث عن الطاء والجيم، لأن الجيم فقط صوت غير لثوي ولكن مسوغ إدراجه هنا، هو وجود الطاء فقط. وفي نهاية هذا الفصل حديث موسع عن تحولات صوت الضاد.
وأما الفصل الرابع فقد كان لتحولات الأصوات بين الأسنانية فيما بينها، أو إلى غيرها من الأصوات، وتحدث عن الذال والدال، والذال والزاي، والذال والثاء، والثاء والتاء، والثاء والسين، والثاء والشين، والثاء والفاء، والظاء والذال، والظاء والصاد، والظاء والطاء.
وتحدث الفصل الخامس عن تحولات الأصوات الشفوية فيما بينها، أو إلى غيرها فجاء فيه حديث عن الباء والميم، والميم والفاء، والفاء والنون، والباء والفاء، والباء والفاء، والميم والنون، وتحولات صوت الواو.
كما تحدث الفصل السادس عن أصوات لا تخص مخرجاً بعينه، ولكنها أصوات تداخلت تاريخياً، فحدث بينها تعاقب قامت الدراسة بتفسيره، وهي السين والشين، والطاء والضاد، والظاء والضاد، والجيم والقاف.
وأما الفصل السابع والأخير، فقد تحدث عن الأصوات المائعة وتحولاتها، فدرس اللام والنون، واللام والراء، والراء والنون، واللام والميم، وأشار إلى تحول اللام إلى الباء التي تعد من مجموعة الأصوات المائعة.
وأما الخاتمة، فقد تضمنت أهم نتائج هذه الدراسة، وأتبعتها بثبت للمصادر والمراجع العربية والأجنبية، وبعدها جعلت ملخص الدراسة باللغة الإنجليزية، وزيادة في الفائدة المتوخاة، جعل في نهاية الدراسة ملحقاً لأنماط التغير الصوتي المستعمل فيها، وقسم إلى قسمين: الأول للأنماط العربية، والثاني للأنماط المستعملة من اللغات السامية الأخرى.
وثمة ملحظ على هيكل هذا الكتاب، وهو أنه لم يفرد فصلاً متسقلاً للحديث عن بعض القضايا، كالأصوات الأنفية أو الأصوات الشجرية أو الأصوات المفخمة، والسبب في هذا كان رغبة أكيدة في تجنب التكرار، لأن هذه الأصوات بحثت في المجموعات الأخرى، فالنون والميم، بحثتا في الأصوات المائعة والشفوية، والياء والشين في الأصوات الحنكية عند الحديث عن الجيم، كما بحثت اللام في الأصوات المائعة وهكذا، كما أن الدراسة تجنبت الحديث عن التبادل بين الحركات، لأنه غالباً ما يكون تبادلاً تركيبياً.
وأما منهج التناول، فهو كما هو واضح من عنوان هذه الدراسة المنهج التاريخي المقارن، حيث اتخذت المؤلفة من مادة اللغة العربية أساساً ثم انطلقت منها إلى دراسة الظاهرة في اللغات السامية إن وجدت، وقارنت بين ما حدث في العربية وما حدث في هذه اللغات، مشيرة غلى أن ثمة طريقاً مشتركاً سارت فيه هذه اللغات، وإذا كان هذا الطريق يخص لغة بعينها، كان لا بد من الإشارة إليه، ولا سيما أن ظروف التطور فرضت بعض الظواهر على لغة ولم تفرضها على غيرها.