google.com, pub-2996494256250322, DIRECT, f08c47fec0942fa0 'async' src='//pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js'/> [ سيبويه يسبق إلى التفريق بين الفونيم و الألوفون ـ أ د خديجة إيكر ~ مكتبة وملتقى علم الأصوات Phonetics & Acoustics

سيبويه يسبق إلى التفريق بين الفونيم و الألوفون ـ أ د خديجة إيكر


 سيبويه يسبق إلى التفريق بين الفونيم و الألوفون .                  
أ د خديجة إيكر 

يقول سيبويه في "الكتاب " باب الإدغام ، ج.4 ص431 و ما بعدها: ( هذا باب عدد الحروف العربية و مخارجها و مهموسها و مجهورها و أحوال مجهورها و مهموسها و اختلافها. فأصل حروف العربية تسعة و عشرون حرفا: الهمزة والألف و الهاء و تكون خمسة و ثلاثين حرفا بحروف هن فروع ، و أصلها من التسعة و العشرين . و هي كثيرة يؤخذ بها و تستحسن في قراءة القرآن و الأشعار و هي : النون الخفيفة ، و الهمزة التي بين بين ، و الألف التي تُمال إمالة شديدة ، و الشين التي كالجيم ، و الصاد التي تكون كالزاي ، و ألف التفخيم.) .
هذا الكلام الدقيق قاله سيبويه منذ قرون ، و هو نفسه الذي قرّره علماء الأصوات ( la phonétique) المحدثون حين قالوا إن هناك فرقا بين الفونيم ( phonème) و بين والألوفون ( allophone ) .
إن الحروف التي سماها سيبويه ( الحروف الفروع ) هي التي تسمَّى في الدرس الصوتي الحديث بالصورة الصوتية أو البديل الصوتي أو الألوفون ، فالتفريق بين الفونيمات أو الحروف يتم انطلاقاً من الدور الوظيفي أو التقابل الدلالي الذي يتمثل في النظام اللغوي الذي تتفق عليه الجماعة اللغوية، وسنضرب لذلك مجموعة من الأمثلة : 
- فهناك تقابل بين الراء و اللام مثلا ، فهما فونيمان لهما وظيفة دلالية مختلفة في النظام اللغوي العربي (فهناك فرق دلالي معنوي بين "رَوَى" و" لَوَى" ) و لكنهما يعتبران في النظامين اللغويين الياباني و الصيني فونيما واحدا لا فرق بينهما ، لذلك يجد كل من الياباني و الصيني صعوبة كبيرة في التمييز بينهما عند تعلم العربية . 
- ولا تميِّز الفرنسية و الألمانية مثلا بين الراء و الغين .
- كما أن الإنجليزية و معظم اللغات الأوربية لا تفرق بين السين و الصاد في مثل : sun و sea 
- و السين و الزاي في الإسبانية فونيم واحد ، يتغير نطقه حسب ما جاوره من حروف : فينطق زايا فيmismo و يُنطق سينا فيCasa .
و خلاصة القول إن الفونيم يحتوي على أصوات متشابهة و متنوعة و هذا التشابه و التنوع يتوقف على موقع الفونيم في الكلمة و تأثره بما جاوره من أصوات . و قد سمى اللغويون المحدثون هذه الصور المتشابهة و المتنوعة للفونيم ألُفونا أي صورة أو بديلاً صوتيا . ( للإشارة فكلمة ''آلو'' في اليونانية تعني ''مختلف أو آخر'') . 
أما في العربية فيظهر هذا بشكل جلي في حرف النون مثلا و ألفوناته المختلفة ، *فالنون الساكنة في الكلمات التالية يختلف نطقها من الإدغام في ( مَن يَّشاءُ ) و ( أَن لاَّ ) ، إلى الإظهار في ( أَنْهارٌ ) ، إلى الإخفاء في ( مِنْ ثَمَرٍ) ، إلى قلبها ميما في( أَنْبِئْهُ ) .
*ويظهر هذا التنوع النطقي كذلك في ألوفونات الراء و اللام من حيث الترقيق و التفخيم مثل الفرق بين الراء في ( أَكْرِمْ ) ، و ( صَابِرٌ) ، واللام في( مَطْلَع ٌ) ( سَلاَمٌ ) و هكذا .
فالعرب إذن كانوا سبّاقين إلى التفريق بين المصطلحين الصوتيين الفونيم و الألوفون .


* منقول

0 التعليقات:

إرسال تعليق

اتصل بنا (الرسائل السريعة) أو (الإبلاغ عن رابط لا يعمل مع ذكر اسم الكتاب أو البحث)

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More